نشرت وكالة الأنباء السعودية خبر تكليف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف ، بنقل الدعوة إلى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ، للمشاركة في أعمال الدورة الحادية والأربعين ، للقمة الخليجية ، المزمع عقدها في محافظة العلا بتاريخ 5 يناير 2021.
صدور الدعوات لحضور القمة الخليجية ، أمرٌ إيجابي ، ويدعونا جميعاً ، للتفاؤل، بمرحلة خليجية قادمة ، تُبشّر بإنهاء الأزمة الخليجية ، وتداعياتها الكارثية على أمن واستقرار الخليج.
وكنَّا نتوقع بياناً مُفصلاً من الأمين العام الدكتور نايف الحجرف ، عقب تكليفه بتوجيه الدعوات، بشأن الأزمة الخليجية ، وعن الجهود الحثيثة الجارية اليوم ، لتحقيق مصالحة خليجية شاملة.
ولكن بيانه ، جاء مُخيباً للآمال ، وافتقد ، الحد الأدنى ، من المصارحة ، والمُكاشفة ، والشفافية ، إذ خلا تماماً ، من الإشارة إلى المٌصالحة الخليجية المُتوقعة ، وهو الأمر الذي يُشكّل بؤرة اهتمامٍ واسعٍ ، لكل خليجي ، أكثر من مسألة سرد عموميات، عن منجزات المجلس ، لم تعد ذات أهمية ومصداقية لدى الكثير من مواطني الخليج.
ويبدو أنَّ الأمين العام ، كأسلافه ، فضَّل الحديث ، بكلامٍ إنشائي ، بعيداً كل البعد، عن الواقع المر للمنظومة الخليجية ، وحالة الخلاف التي تعصف بدولها.
وعلى نسق بيان الأمين العام ، جاء بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ، الذي عُقد افتراضيا ، للتحضير، للقمة الخليجية ، بدون إشارة ، أو حتى لفتة ، لموضوع الساعة ، أي الأزمة الخليجية ، ومُجريات مشروع المُصالحة، واكتفى باستعراض ، وترديد ، ما تم إنجازه في إطار تحقيق التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك.
على كل حالٍ ، ورغم قصور بيان الأمين العام ، وكذلك ، بيان الاجتماع الوزاري ، عن أية مفرداتٍ بشأن الأزمة الخليجية ، لا نملك سوى الدعاء والأمل ، بنجاح قمة العلا الخليجية ، في إعادة اللحمة إلى عمل مجلس التعاون ، وطي صفحة الخلافات المريرة بين دوله ، والعمل على استعادة زخم العمل الخليجي المُشترك.
خلاصة القول ، وكما قال العالم الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين ” لا يمكننا حل الخلافات بنفس طريقة التفكير التي استخدمت في ايجاد هذه الخلافات”.
لذا ، ينبغي على القادة والزعماء الخليجيين ، حل الخلافات بين دولهم ، بأساليب وأدوات جديدة ، وبطرق سياسية حضارية ، تكون قادرة على طي صفحة سوداء في تاريخ العمل السياسي الخليجي المُشترك .
المصدر : https://www.kolalwatn.net/?p=404118