تحت شعار أمريكا أولاً ، مارس الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته ، دونالد ترامب ، كل سياسات الاستعلاء ، والهيمنة ، والغطرسة ، ضد خصومه ، وضد حلفائه كذلك، في الاتحاد الأوروبي ، وفي منطقة الشرق الأوسط.
أكثر من ذلك ، استخدم العقوبات ، وتوسع فيها ، كأداةٍ لمعاقبة الحلفاء قبل الخصوم ، بهدف إخضاعهم للهيمنة والقرار الأمريكي .
وفي الداخل الأمريكي ، قام بدعم اليمين المُتطرَّف ، في محاولةٍ ماكرةٍ ، لبث العنصرية ، والكراهية ، ضد فئاتٍ من الشعب الأمريكي ، خاصة الأقليات ، والمهاجرين من المسلمين خاصة ، فأصدر قراراً تنفيذياً بمنع قدوم أفرادٍ ، وجماعاتٍ ، من سبع دول إسلامية ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بمثل هذه السلوكيات العنصرية ، نجح مع أنصاره ، في تقسيم المجتمع الأمريكي ، وإثارة الكراهية والبغضاء ، بين أفراده ، بما يخالف تماماً ما نص عليه الدستور الأمريكي ، من إشاعة لقيم التعايش المُشترك بين الأمريكيين ، وتحقيق المساواة والعدالة ، بينهم ، دون تمييز ، أو تفضيل ، أو تفريق.
وجاءت انتخابات 2020 الرئاسية ، والمجتمع الأمريكي ، منقسم ، ومتشرذم ، وحاول ترامب استغلال هذا الحدث الانتخابي ، فادعى حين رجحت كفة منافسه الديمقراطي جو بايدن ، بأنَّ الانتخابات قد تمَّ تزويرها ، ورفع فريقه أكثر من 60 قضية ، بدون أدلة أو براهين ، تُثبت مصداقية دعاوى تزوير الانتخابات ، وقد رفضتها المحاكم الأمريكية ، حتى المحكمة الأمريكية العليا ، واعتبر قضاتها ، ومنهم جمهوريون ، أنَّ الانتخابات كانت نزيهة.
حتى وزير العدل ، في إدارته ، خالف ادعاءات ترامب ، فأكد أنَّ الانتخابات كانت نزيهة ، وبلا تجاوزات ، وهو ما أشار إليه كذلك ، مدير الأمن السيبراني في وزارة الأمن الداخلي ، فكان أن قرر ترامب عزلهما من منصبيهما !
كما ، صادق حاكم جورجيا ، وحاكم أريزونا ، وهما من الجمهوريين ، على النتائج، وعلى فوز جو بايدن في الانتخابات؟
وحتى ، قيادات من الحزب الجمهوري ، وفي مقدمتهم ، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ، هنأت جو بايدن بفوزه .
ورغم كل هذه المشاهد والشهود على مصداقية ونزاهة الانتخابات ، قام ترامب بحشد أنصاره ، من اليمين المُتطرَّف ، لقيادة احتجاجات غوغائية ، بهدف قلب نتائج الانتخابات لصالحه. وحين خابت مساعيه الشريرة ، لجأ إلى أسلوب الإرهاب، وتأليب مناصريه ، ضد خيار الشعب الأمريكي ، ودفعهم دفعاً ، لمهاجمة مجمع الكونغرس ، لحظة تصديقه على نتائج الانتخابات ، فتَّم الأمر ، فاقتحموا المبنى ، وعبثوا بمحتوياته.
حينها ، سقط ترامب ، في وحل الإرهاب والخيانة ، وتكالب عليه بعض أنصاره ، وكل الديمقراطيين ، وحمَّلوه مسؤولية تأليب مناصريه ، على ما يعتبرونه ، واجهة أمريكية مقدسة.
على كل حالٍ ، هناك مساعي حثيثة ، لإرغامه على الاستقالة ، أو تقديمه للمحاكمة البرلمانية ، بتهم الإرهاب وخيانة الأمانة ، وتعريض الأمن القومي للخطر والمخاطر.
خلاصة القول ، سواءٌ استقال ترامب ، أو تمت تنحيته ، فالرجل قد انتهى سياسياً، بل ، ومن الصعب جداً قبول ترشحه لانتخابات 2024 !
هي النهاية لرجل افتقد المبادئ والقِيم ، وحُسن القيادة ، فاستحق هذه النهاية بجدارة !
المصدر : https://www.kolalwatn.net/?p=404822