أما وقد أطلّ على المملكة العربية السعودية عيدها الوطني ، فإنّا نرفع إلى خادم الحرمين الشريفيْن جلالة الملك عبد الله بن سعود وإلى السدّة السعودية والشعب السعودي ، أسمى آيات التهنئة والبركات ، سائلين من لا يردّ سائلا أنْ يحفظ جلالته وأنْ يبقى الخير في ركابه على المدى . وأن يحفظ المملكة ويديمها قلعة منيعة ، وأن تبقى ركن العرب والمسلمين على الدوام .
مولاي خادم الحرميْن الشريفيْن :
يا منبت العز والكرامة ، ويا مهد الأمن والسلامة ، ويا مجد العرب والسؤدد ، يا غرة في جبين الدهر ، ويا تاجا لناشئة العصر ، يا حماسة الشباب وحكمة الشيوخ ، يا من صُرِفت نحوكم أفئدة العرب والمسلمين ، ويا من أقمتم لهم سنن الحق في كل أمر جلل ، ويا من وثبتم إلى توطيد دعائم العرب والمسلمين ، يا من انقادت لكم أعراف الأماني ، وذلّت لكم ناصية الرغائب ، يا وارثا شهامة الآباء وشمم الأجداد ، يا واسطة عقد الفضائل ، ويا من تفاخر بمسعاكم الأواخر على الأوائل ، يا آية المجد والفخار ، و يا خِلْعة الشرف الشامخ ، والهمّة الشمّاء ، والعزة القعْساء .
وكأني بلسان حال شعاب المملكة ، وجبالها الشمّاء ، وسهولها الخضراء ، وقراها ومدنها القعْساء ، قد ترنحت صباح يوم العيد الوطني ، سرورا وابتهاجا ، ولو أنّ للصمّ الجلاميد لسان مقال ، أوضح بيانا من لسان الحال ، لسمعناها تقول لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن سعود المفدى :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم …………. وتأتي على قدر الكرام المكارم .
فلا غرو إذا ابتسم ثغر البطحاء ، إقرارًا منها واعترافا بصنيع أياديكم البيضاء ، وبمآثركم الغراء على المملكة وسهركم على مصالحها ، ولا غرو إذا لبست البلاد حلة البهجة والحبور ، وبرقت الأسارير بالسرور ، ومن أجدر بذلك ممن شهد له ( مليار ونصف المليار ) مسلم بالخدمة الرائعة للحرمين الشريفين ، يلهجون له بالشكر والثناء ، فلو شاء لفُرشت لموكبه العيون طريقا يمشي عليها ، جزاء وفاقا بما بثّ في أرجاء البلاد من أشعة الهداية والطمأنينة والسلام والمحبة والإخاء ، وما أطلع في آفاقها أقمار السعادة ، وما بعث في القلوب من برد الهناء ، فضلا عن نعمة الأمن والعدل ونور العلم ، وزيادة أسباب الرخاء والعمران ، وهي بلا شك ، جماع الروح التي تحيا البلاد بها ، وليست هذه كلها إلا بمن يغرس شجرتها ، ويتعهد نماءها ويسهر على رعايتها وحياتها ، وما الأمة إلا بمن ينهض بها ، ويأخذ بيدها إلى المكانة اللائقة بها ، ويا سعد بلاد كتب الله لها أن تنال نعمتها من يد ملك تفخر الأواخر بمزاياه على الأوائل ،
أجل أيها الملك العظيم ، لقد عرفناك فأكبرناك ، ورأينا فعالك على الأمتين فأعظمناك ، فإياك نجل ، وإياك نطمع ، وإياك نود ، ومن عسى أن يلوم العرب على حبكم ، وأنتم الذي أقمتم لهم انحناء الظهر ، في كل أمر جللٍ داهمهم ، ولا غرو فهمتكم قصية المرمى ، بعيدة المناط ، ونفسكم أبيّة وثّابة ، رغّابة في العدل والحرية والشورى ، طمّاحة للتجديد مع المحافظة على الأصيل ، تؤمن بمجد الأمة وسؤددها ، وعزها وكبريائها ، وتاريخها المجيد ، وتسعون إلى عهد نضر وضاح .
فلتهنأ البطحاء بشمس حلت برجها ، والروح التي استشعرت بها حياتها ، ولتهنأ البلاد بعيدها الوطني ، وحُقّ لها ذلك ، فبفضل حنكتكم الحكيمة ، حققت البلاد ثباتا في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي ، وبفضل سياستكم تحقق للشعب السعودي الرخاء ، وعمّ الأمن ، وزادت مجالات التطور ، ومواكبة العصر ،فضلا عن النقلة النوعية التي شهدتها المملكة ، يشهد بذلك القاصي والداني ، كما أنكم لم تتوانوا لحظة في سبيل تعزيز الوفاق العربي ، فخيركم عمّ أرجاء بيضة العرب والإسلام .
وأيْمُ الحق ، إنّ اليراع ليكبو عن وصف ما لكم في قلوب العرب من المحبة والتقدير ، وإنّ الرقاع لا تتسع عن وصف ما يخالج ضمائر العرب والمسلمين من النشوة والسرور ، والغبطة والحبور ،فبأيّ لسان فصيح بليغ ، نردد آيات الشكر والثناء ، لذاتكم الملوكية العربية ، على ما منحتم العرب والمسلمين من النعماء ، فقد تجاوزت مكارمكم الحد ، وجلّت عن أن تحصى وتُعد ،
فإلى أريكة عزكم ، وجنبات عرشكم المفدى ، وإلى الدوحة السعودية ، وإلى شعب المملكة نرفع آيات التهنئة والبركات بعيدكم السعيد ، عيدكم الوطني ، عيد الإنجازات ، عيد التقدم والرفعة والشموخ ، عيد الأمن والرخاء ، عيد الوفاق ، عيد المحبة والسلام ، عيد العطاء اللامحدود ، ونرجو من لا يردّ سائلا أن يديم عليكم نعمه ، وأن يبقى الخير في ركابكم على المدى ،
المصدر : https://www.kolalwatn.net/?p=4458