سناء محمد/ تُعيَّن المعلمة في قرية تبعد عنها بساعة .. ساعتين أو ثلاثة ، وعليها أن تبدأ رحلتها ليلا حتى لا يسقط اسمها تحت الخط الأحمر وتُحسب عليها دقائق التأخير
سناء محمد/ تُعيَّن المعلمة في قرية تبعد عنها بساعة .. ساعتين أو ثلاثة ، وعليها أن تبدأ رحلتها ليلا حتى لا يسقط اسمها تحت الخط الأحمر وتُحسب عليها دقائق التأخير بدقة متناهية ! أما تأخير صلاة الفجر وهي في الطريق إلى المدرسة فلا يفكر المسئول عن التعيين بها ! وعليها أن تشارك إرادة إدارة التعليم إهمال أسرتها وأبنائها ، فعودتها إلى البيت منهكة متعبة من المسافة وأعباء المهنة لا توفر لها النفسية أو الصحة الجيدة ، ناهيك عن ضرورة نومها مبكرا …
وذات المعاناة مع السائق ، تبدأ رحلته ليلا ليجمع المعلمات من المدينة وإيصالهن للمدرسة مبكرا ، ولا يُسأل عن غفوته قليلا ، وهل لديه كفاءة للحرص على سلامة من معه والحذر من مفاجآت الطريق !
لذا تتكرر مسلسلات الحوادث على مرأى ومسمع المؤمنين بقضاء الله وقدره بلا حول ولا قوة إلا بالله .. الله يرحمهم ويشفي من بالعناية المركزة ! ويتكرر السؤال الأكبر إلى متى يا وزارة التربية والتعليم ؟
ما المعضلة من التعاقد مع معلمات عربيات وتوفير الإقامة لهن في القرى البعيدة ، بجانب بنات القرية المعلمات ؟ وهنَّ في غربة – أصلا – حتى لو تم تعينهن في المدارس الأهلية داخل المدن !
هل اعتيادنا على مشهد الحوادث سيدعو إلى التأقلم مع هذه الكوارث وصولا إلى اللامبالاة بالأرواح التي تُزهق بين المدن والقرى ؟
ألا تستحق رسالة المعلمة الحاملة أشرف مهنة تفكيرا جادا بحياتها الخاصة وحياتها العملية وأدائها الوظيفي ؟
لأنها حية تُرزق فتأخيرها وتقصيرها وافتقارها للإبداع في التدريس والأنشطة المنهجية، عائد لها وتتحمل فشله وحدها
لكن إن ماتت في حادث سيارة فالفشل سيعود على من ؟!!
المصدر : https://www.kolalwatn.net/?p=4493