كل الوطن – القاهرة – محمد عارف: يقولون في الأمثال "الحاجة أم الاختراع"، وبخفة الدم المعهودة عن المصريين، مثلما معروف عنهم تغلبهم على "القهر بالحيلة" حتى لو كانت
كل الوطن – القاهرة – محمد عارف: يقولون في الأمثال “الحاجة أم الاختراع”، وبخفة الدم المعهودة عن المصريين، مثلما معروف عنهم تغلبهم على “القهر بالحيلة” حتى لو كانت تلك الحيلة هي حيلة الصمت والتعبير بالرمز بديلاً عن الكلمات الصريحة اللاذعة، ومساء الاثنين كانت مصر المحروسة على موعد مع مظاهرة أعادت للأذهان العبارة التي رددها المصريون أثناء ثورة 19 عندما خرجوا مرددين” يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح” في إشارة إلى زعيمهم المحبوب آنذاك سعد زغلول والذي كان الإنجليز قد أصدروا قراراً بنفيه وصحبه إلى خارج مصر، وقتها كان ممنوعاً على المصريين الهتاف باسم “سعد زغلول” فخرج المصريون يهتفون باسم البلح الـ “زغلول” على اعتبار أن الهتاف باسم البلح الـ “زغلول” ليس جرماً يعاقب عليه القانون، والمهم أن تصل الرسالة.
حيث خرجت إحدى المصريات المشاركات في “مسيرة ضد الغلاء” وهي تحمل في يدها صينية بها مكونات “حلة محشي”، وضمت الصورة تلك المكونات وهي الطماطم والفلفل والباذنجان والبصل والكوسة، وإلى جوار كل صنف الثمن الذي يباع به في الأسواق، لتصل تكلفة حلة المحشي 56 جنيهاً، بينما حملت هي في يدها ورقة مكتوب عليها 65 جنيهاً في إشارة إلى ثمن الإنسان المصري في هذا العصر الذي ارتفعت فيه أسعار كل شيء بينما انخفض فيه سعر المواطن المصري إلى أسفل سافلين”.
ومن حلة المحشي إلى الكوسة، حيث حمل شاب صورة مكتوب عليها “يا نيل.. مش لاقيين.. صلصة تكفي الكوسة اللي في بلدي”. وإلى جوار تلك اللافتة حمل الشاب في يده “كوساية” في إشارة إلى أن “كل شيء في مصر أصبح يدار الآن بنظام “الكوسة”. الوظائف بالكوسة، وقروض البنوك بالكوسة، والسفر للعلاج في الخارج بالكوسة.
ومن الكوسة إلى ورق “التوت” حيث حمل المتظاهرون لافتة مكتوب عليها “الطماطم غليت.. بلاش ناكل طماطم. الخضار غلي.. بلاش ناكل خضار. السكن غالي.. بلاش نسكن. المواصلات غليت.. خدها مشي. الملابس غليت.. وماله ورق التوت موجود” في إشارة رمزية إلى أن “المصريين لم يعد بوسعهم حتى شراء الملابس وربما كان مصيرهم العودة إلى بداية العصور وارتداء ورق التوت لستر العورات”.
فيما حمل شاب في أوائل العشرينات من عمره صورة مكتوب عليها “كيلو القوطة بـ 10 جنيه.. ومتر مدينتي بـ ½ جنيه” في إشارة إلى بيع متر الأرض التي أقيمت عليها مدينة “مدينتي” والتي يمتلكها رجل ألعمال المصري هشام طلعت مصطفى بأبخس الأسعار.
وكانت الجبهة الحرة للتغيير السلمي قد نظمت ظهر الاثنين مسيرة ضد غلاء الأسعار شارك فيها مصريون من كل طبقات الشعب، ومن مختلف العمار السنية، حيث شهدت المسيرة مشاركة لنساء في الأربعينات من عمرهن، وفتيات بلغ عمر بعضهن اقل من 20 عاماً، وشباب لم تتخطى أعمارهم أيضا حاجز العشرين من العمر.
المصدر : https://www.kolalwatn.net/?p=5252